جارسيا يُشعل فتيل المعركة: هل اقترب غروب شتيجن في كتالونيا؟

27 يونيو 2025 - 8:45 م

جارسيا يُشعل فتيل المعركة: هل اقترب غروب شتيجن في كتالونيا؟

في خطوة قد تُعيد رسم ملامح حراسة المرمى في برشلونة، أعلن النادي الكتالوني رسميًا تعاقده مع الحارس الإسباني الشاب خوان جارسيا قادمًا من إسبانيول، بعد تفعيل بند الشرط الجزائي البالغ 25 مليون يورو، بعقد يمتد حتى صيف 2030.

الصفقة، التي تحمل أبعادًا تتجاوز الأرقام، توحي بتحوّل استراتيجي يقوده المدير الرياضي ديكو والمدرب هانز فليك، نحو صناعة جيل جديد من القادة، وربما إنهاء الهيمنة الطويلة للحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن.

أكثر من مجرد بديل.. مشروع لمستقبل قريب

لم يكن ضم جارسيا خطوة مجازفة، بل استثمارًا مدروسًا في حارس تصدّر إحصائيات الدوري الإسباني 2024-2025 بـ146 تصديًا، رغم تواضع مستوى إسبانيول كفريق.

جارسيا، البالغ من العمر 21 عامًا، لم يغب دقيقة واحدة عن منافسات الليجا، وأثبت امتلاكه لصفات الحارس العصري: رد فعل سريع، جرأة في المواجهات الفردية، سيطرة على الكرات العرضية، وقدرة بارعة على اللعب بالقدمين – وهي صفات تتماشى تمامًا مع فلسفة برشلونة التي تُبنى من الخلف، كورة لايف.

فليك لا يراه “رقم 2”

منذ لحظة التوقيع، بعث فليك برسالة غير مباشرة: جارسيا ليس مجرد احتياطي. بل هو عنصر تكتيكي في منظومة تعتمد على الضغط العالي، التمرير السريع، والتحولات المباشرة.

ومع تذبذب مستوى شتيجن مؤخرًا بفعل الإصابات، يبدو أن فليك يرى في جارسيا مشروعًا لحارس يُفكّر، يُمرر، ويتوقّع، لا يكتفي بالتصدي.

زحمة على القفاز الأول: ثلاثي دولي في خندقٍ واحد

بضم جارسيا، أصبح برشلونة يضم ثلاثة من أبرز حراس أوروبا: شتيجن، تشيزني، وجارسيا. ورغم أن كثيرين توقّعوا رحيل أحدهم، اختار تشيزني التمديد وقبول دور الحارس الثاني، بينما أعلن شتيجن رغبته في القتال على مركزه الأساسي.

لكن الدعم الإداري والفني الذي يحظى به جارسيا يضع شتيجن في اختبار غير مسبوق، خاصة في ظل غياب الثقة الجماهيرية بسبب أدائه في بعض المراحل الحرجة خلال الموسم الماضي.

فليك في قلب العاصفة.. والإدارة تراقب

صراع القفاز الأول يفرض على فليك قرارًا مبكرًا وواضحًا. ففي مركز لا يعرف التناوب، لا مكان للضبابية. ثلاثي بهذا الوزن لا يمكن أن يتعايش طويلًا دون توتر، والموسم المقبل مزدحم بالتحديات: الليجا، دوري الأبطال، كأس الملك، والسوبر.

الإدارة ترى في هذا “التزاحم” على مركز الحراسة ثروة فنية، لكن فليك مطالب بالحسم مبكرًا، وإلا فإن شبح الصدام سيخيم على غرفة الملابس.

النهاية المحتملة؟

ربما لا يُسقط جارسيا أسطورة شتيجن فورًا، لكنّه يهددها ببطء. فمنذ سنوات، لم يشعر الحارس الألماني بهذا القدر من المنافسة الداخلية. والآن، تحت قيادة مدرب صارم، ونادٍ يُعيد بناء نفسه، كل شيء وارد.

الموسم المقبل قد لا يشهد فقط معركة الألقاب، بل معركة الهوية في مركز الحراسة.. فهل نشهد ميلاد نجم جديد؟ أم عودة شتيجن للرد على الجميع؟