“بطولة العرق والضغط”.. كأس العالم للأندية تحرج فيفا قبل عام من “المونديال الكبير”

27 يونيو 2025 - 8:12 م

“بطولة العرق والضغط”.. كأس العالم للأندية تحرج فيفا قبل عام من “المونديال الكبير”

48 مباراة، 32 فريقًا، مدربون غاضبون، ونجوم يلهثون من الحرارة… هذه ليست مجرد نسخة جديدة من كأس العالم للأندية، بل نسخة تحمل إنذارًا مبكرًا للكارثة القادمة في 2026.

فبينما كان جياني إنفانتينو، رئيس “فيفا”، يتحدث بثقة عن النجاح المبهر لأول نسخة موسعة من مونديال الأندية، كانت الصرخات تتعالى من أرض الواقع، حيث الحرارة لا ترحم، والرطوبة تخنق، والملاعب الجافة تربك، وكأن كرة القدم خُطفت من تحت أقدام من يُفترض أنهم أبطالها.

“أشبه بالساونا!”

في سينسيناتي، لم يكن الكرواتي نيكو كوفاتش، مدرب بوروسيا دورتموند، يبالغ حين قال إن أجواء مباراة فريقه ضد صن داونز كانت “مثل الساونا”. حتى البدلاء فروا إلى غرف الملابس بحثًا عن بعض الهواء البارد، تاركين دكة الاحتياط خالية في مشهد عبثي يعكس حجم المعاناة في ظل حرارة خانقة ورطوبة مرهقة.

ورغم فوزه، خرج كوفاتش بانطباع لن يُنسى: “كرة القدم لا تُلعب في فرن”.

“نركض خلف أرانب”

من جهة أخرى، لم يكن لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، أقل سخرية، فبعد الفوز على سياتل ساوندرز، قال إن أرضية الملعب الجافة تسرّع الكرة بطريقة تجعل التحكم بها شبه مستحيل:
“كأن اللاعبين يطاردون أرانبًا لا كرة”.

تأييدًا، وصف أشرف حكيمي المباراة بأنها كانت معركة ضد “الأرض الجافة والجو الحارق”، وليس فقط ضد الخصم الأمريكي.

معاناة أوروبية مشتركة

القائمة لا تنتهي عند باريس ودورتموند، فبايرن ميونخ، مانشستر سيتي، وحتى ريال مدريد شاركوا في جوقة الاستياء.
بيب جوارديولا قالها صراحة بعد إحدى المباريات:
“لن نرتاح إلا عندما نموت. البطولة مثيرة، لكن توقيتها قاتل”.

تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد الجديد، قالها بأسلوبه:
“لست بحاجة لأن أكون مهندسًا بحريًا لأشرح أن الحرارة تقتل متعة المباريات”.

الصدمة القادمة: كأس العالم 2026!

كل هذه الانتقادات، التي جاءت من أسماء رفيعة المستوى، وضعت إنفانتينو وفيفا في موقف حرج… لأن البطولة الأكبر والأكثر طموحًا – كأس العالم 2026 بمشاركة 48 منتخبًا – ستُلعب في نفس الأجواء تقريبًا، وعلى ملاعب مشابهة، وفي توقيت مماثل، kora live

كيف ستنجو بطولة بـ104 مباراة من نفس الفوضى؟

تأجيل مباريات بسبب العواصف، ملاعب لا تحتمل الضغط، حرارة خانقة في مدن مثل دالاس وشارلوت وأورلاندو، رطوبة تعرقل التنفس، ومدربون ولاعبون يشتكون… كل هذا يجعل من نسخة الأندية الحالية بروفة كاشفة، لكنها محبطة، قبل سنة واحدة فقط من “الحدث الأكبر”.

فيفا في مأزق

إنفانتينو يحاول الترويج لنظام البطولة الجديد، ويطمح لترسيخه كل أربع سنوات، لكن واقع الأرض مختلف. وبينما يغازل المغرب والبرازيل والسعودية لاستضافة النسخ المقبلة، فإن التجربة الأمريكية وضعت كل شيء في موضع تساؤل.

فهل تتعلم فيفا الدرس قبل صيف 2026؟
أم تتحول البطولة المرتقبة إلى “كأس العالم في الجحيم”؟